أعادت إحدى الصحف في جنوب إفريقيا الجدل مجدداً حول الرسوم "المسيئة" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما نشرت في عددها هذا الأسبوع رسماً جديداً للنبي، أثار غضباً واسعاً بين المسلمين قبل نحو 20 يوماً من انطلاق نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم.
كما أدى الرسم الذي نشرته صحيفة "ذا ميل آند جارديان"، لرسام الكاريكاتير "جوناثان شابيرو" الشهير باسم "زابيرو"، إلى تزايد المخاوف من احتمال وقوع هجمات خلال الحدث الرياضي العالمي، الذي من المتوقع أن يجذب مئات الآلاف من المشجعين من مختلف أنحاء العالم.
ووصف الرسام الجنوب إفريقي رسمه بأنه "مُهذّب"، مشيراً إلى أنه جاء ضمن دعوة أطلقتها جماعة على موقع "فيس بوك" على شبكة الإنترنت، لرسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ لتشجيع مستخدمي الموقع على تصوير الرموز الدينية التي يرفض المسلمون بمختلف أنحاء العالم تصويرها.
وقال "زابيرو" إنه يعتقد أن جميع المؤمنين من كل الديانات يجب أن يكونوا محلّ سخرية، وليس لأي جماعة دينية أن ترى نفسها أنها فوق المجتمع، ولا تحترم الحريات التي يتمتع بها الشعوب في المجتمعات الديمقراطية.
وقد أثار الرسم الذي نشرته الصحيفة الجنوب إفريقية، في عددها لهذا الأسبوع والذي صدر أول أمس (الجمعة)، انتقادات حادة من جانب الدوائر الإسلامية، حيث قال مجلس مسلمي جنوب إفريقيا: "في هذه الأوقات يسعى أعداء الإسلام على مستوى العالم إلى اختلاق أحداث من شأنها إثارة ردود فعل غاضبة من جانب المسلمين".
وكان مجلس مسلمي جنوب إفريقيا قد لجأ إلى المحكمة، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، لمنع صحيفة "ذا ميل آند جارديان" من نشر الرسم الكاريكاتيري، إلا أن المحكمة أصدرت، في وقت متأخر من مساء الخميس، حكماً يسمح للصحيفة بنشر الرسم.
كما تطرقت إذاعة "راديو الإسلام" لمناقشة تداعيات نشر كاريكاتير "زابيرو" في الصحيفة الجنوب إفريقية، وقالت الإذاعة إن "المسلمين يشعرون بمهانة كبيرة لقيام صحيفة ذا ميل آند جارديان بنشر الكاريكاتير المسيء الذي رسمه زابيرو".
يُذكر أن أحد عناصر تنظيم القاعدة في العراق، والذي اعتقلته قوات الأمن العراقية مؤخراً، قد كشف قبل أيام، عن خطة لمهاجمة بعثتي هولندا والدنمارك المشاركتين في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، قائلاً إن الخطة كانت تتضمن مهاجمة أعضاء البعثتين وكذلك جماهير الدولتين.
من جانبها، أكدت الناطقة باسم الشرطة في جنوب إفريقيا، "نونكولوليكو مباثا"، أن الجهات الأمنية بدأت التحقيق فيما أعلنه الأمن العراقي، وقالت إن أجهزة الأمن "تنظر في هذه المزاعم، لكنها لم تتأكد منها رسمياً".
وأضافت أن الشرطة في "بريتوريا" تحاول الاتصال ببغداد؛ لمعرفة المزيد من التفاصيل، لكن شددت على أن الأمور ما زالت "غير مؤكدة" بالنسبة لها.